الومـــضة الأولى
:::
///
:::
///
ها أنا في صفي الجميل ...
أجلس على طاولتي الحبيبة ...
في وقت الفسحة أرتب كتب البنات ...
أصحح هذا ... و أنقل هذا لمكانه الصحيح ...
مشغولة بالتصحيح و الترتيب ...
أجهز جهاز الحاسوب للعروض و الأناشيد ...
لأثير انتباه بناتي الحبيبات لدرسي الجديد ...
منهمكة في عملي و لا أحس بمن حولي ...
هكذا هي حياة كل معلمة ...
:::
///
:::
///
أسماء الصغيرة ذات العينين الخضراوين و الشعر الأشقر
تراقبني من بعيد هي من الطالبات ذوات المستوى المتدني
لظروفها الأسرية الصعبة ..لم أنتبه لها لكن أنظارها كانت تلاحقني ...
تتأملني و تتأمل ما أفعل ...لا أعرف ما يدور في داخلها ...
و فجأة ...قفزت من مكانها ... و تركت طعامها ...
و جاءت تجري حولي ... و البنات يراقبنها ...
و أنا مشغولة عنها أنقل القصص إلى المكتبة ..
و قالت لي و هي تضحك :أبلة ... هناك شيء ما فوق رأسك ( أبلة في شي فوق راسج )
قلت لها مندهشة : فوق رأسي حركت يدي على غطاء رأسي
لأزيل الشيء قالت لي و مازالت تضحك : أبلة ... انزلي للأسفل
و أنا أزيله عن رأسك ما زال موجوداً نزلت للأسفل ...
و إذا بها تفاجئني ...
:::
///
:::
///
بقبلة على رأسي و ضحكت و هربت ...
انصدمت من الموقف ...
في حياتي لم أتوقع أن تقترب أسماء مني ...
أو أن تقبلني على رأسي ...
أسماء هادئة جداً و لا تقترب من أحد ...
و للحقيقة كنت أتجاهلها في الصف ...
لأنها لا تتجاوب معي لعدم اهتمام الأهل بها
... يا الله يا أسماء ماذا فعلت بي ...
والله بعد أن قبلتني على رأسي و أنا أحس في داخلي بمشاعر مختلفة
..فرح .. حزن ... ارتباك ولكن حزني كان أكبر لأني همشت وجودها
في الصف بل كنت أتجاهلها في كل شيء ...
علمتني درساً يا أسماء ...
:::
///
:::
///
ومضة
:::
تعلمت أن لا أتجاهل الناس مهما كان مستواهم العلمي او المعيشي ...
فهم بشر يملكون مشاعراً و أحاسيساً ... و أن لا أهمش أحد ...
بل اجتهد في اكتشاف قدرات الجميع ...
:::
///
:::
///
سامحيني يا أسماء كلما تذكرت ما قمتِ به ...
تفيض عيناي بالدموع ...
سامحيني لن أتجاهلكِ فأنت ابنتي الحبيبة ...
أحبكِ يا أسماء الرقيقة ...